كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: في ظلال القرآن (نسخة منقحة)



فوق هذا فإنه يلبي حاجات نفوس كثيرة على مدى الزمان. والنعيم ألوان غير هذا وألوان..
{وأما من أوتي كتابه بشماله} وعرف أنه مؤاخذ بسيئاته، وأن إلى العذاب مصيره، فيقف في هذا المعرض الحافل الحاشد، وقفة المتحسر الكسير الكئيب.. {فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه}..
وهي وقفة طويلة، وحسرة مديدة، ونغمة يائسة، ولهجة بائسة. والسياق يطيل عرض هذه الوقفة حتى ليخيل إلى السامع أنها لا تنتهي إلى نهاية، وأن هذا التفجع والتحسر سيمضي بلا غاية! وذلك من عجائب العرض في إطالة بعض المواقف، وتقصير بعضها، وفق الإيحاء النفسي الذي يريد أن يتركه في النفوس. وهنا يراد طبع موقف الحسرة وإيحاء الفجيعة من وراء هذا المشهد الحسير. ومن ثم يطول ويطول، في تنغيم وتفصيل. ويتمنى ذلك البائس أنه لم يأت هذا الموقف، ولم يؤت كتابه، ولم يدر ما حسابه؛ كما يتمنى أن لو كانت هذه القارعة هي القاضية، التي تنهي وجوده أصلاً فلا يعود بعدها شيئاً.. ثم يتحسر أن لا شيء نافعه مما كان يعتز به أو يجمعه: {ما أغنى عني ماليه}.. {هلك عني سلطانيه}.. فلا المال أغنى أو نفع. ولا السلطان بقي أو دفع.. والرنة الحزينة الحسيرة المديدة في طرف الفاصلة الساكنة وفي ياء العلة قبلها بعد المد بالألف، في تحزن وتحسر.. هي جزء من ظلال الموقف الموحية بالحسرة والأسى إيحاء عميقاً بليغاً..
ولا يقطع هذه الرنة الحزينة المديدة إلا الأمر العلوي الجازم، بجلاله وهوله وروعته:
{خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه}..
يا للهول الهائل! ويا للرعب القاتل! ويا للجلال الماثل!
{خذوه}..
كلمة تصدر من العلي الأعلى. فيتحرك الوجود كله على هذا المسكين الصغير الهزيل. ويبتدره المكلفون بالأمر من كل جانب، كما يقول ابن أبي حاتم بإسناده عن المنهال بن عمرو: «إذا قال الله تعالى: خذوه ابتدره سبعون ألف ملك. وإن الملك منهم ليقول هكذا فيلقي سبعين ألفاً في النار».. كلهم يبتدر هذه الحشرة الصغيرة المكروبة المذهولة!
{فغلوه}..
فأي السبعين ألفاً بلغه جعل الغل في عنقه..!
{ثم الجحيم صلوه}..
ونكاد نسمع كيف تشويه النار وتصليه..
{ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه}..
وذراع واحدة من سلاسل النار تكفيه! ولكن إيحاء التطويل والتهويل ينضح من وراء لفظ السبعين وصورتها. ولعل هذا الإيحاء هو المقصود!.
فإذا انتهى الأمر، نشرت أسبابه على الحشود:
{إنه كان لا يؤمن بالله العظيم.
ولا يحض على طعام المسكين}..
إنه قد خلا قلبه من الإيمان بالله، والرحمة بالعباد. فلم يعد هذا القلب يصلح إلا لهذه النار وذلك العذاب. خلا قلبه من الإيمان بالله فهو موات، وهو خرب، وهو بور. وهو خلو من النور. وهو مسخ من الكائنات لا يساوي الحيوان بل لا يساوي الجماد. فكل شيء مؤمن، يسبح بحمد ربه، موصول بمصدر وجوده. أما هو فمقطوع من الله. مقطوع من الوجود المؤمن بالله.
وخلا قلبه من الرحمة بالعباد. والمسكين هو أحوج العباد إلى الرحمة ولكن هذا لم يستشعر قلبه ما يدعو إلى الاحتفال بأمر المسكين. ولم يحض على طعامه وهي خطوة وراء إطعامه. توحي بأن هناك واجباً اجتماعياً يتحاض عليه المؤمنون. وهو وثيق الصلة بالإيمان. يليه في الميزان!
{فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون}.
وهي تكملة الإعلان العلوي عن مصير ذلك الشقي. فلقد كان لا يؤمن بالله العظيم، وكان لا يحض على طعام المسكين. فهو هنا مقطوع {فليس له اليوم هاهنا حميم}.. وهو ممنوع: {ولا طعام إلا من غسلين}.. والغسلين هو غسالة أهل جهنم من قيح وصديد!وهو يناسب قلبه النكد الخاوي من الرحمة بالعبيد! طعام {لا يأكله إلا الخاطئون}.. المذنبون المتصفون بالخطيئة.. وهو منهم في الصميم!
وبعد، فذلك هو الذي يجعله الله مستحقاً للأخذ والغل والتصلية والسلسلة التي ذرعها سبعون ذراعاً في الجحيم. وهو أشد دركات جهنم عذاباً.. فكيف بمن يمنع طعام المسكين ومن يجيع الأطفال والنساء والشيوخ، ومن يبطش بطشة الجبارين بمن يمد إليهم يده باللقمة والكساء في برد الشتاء؟ أين ترى يذهب هؤلاء، وهم يوجدون في الأرض بين الحين والحين؟ وما الذي أعده الله لهم وقد أعد لمن لا يحض على طعام المسكين، ذلك العذاب في الجحيم؟
وينتهي هذا المشهد العنيف المثير. الذي لعله جاء في هذه الصورة المفزعة لأن البيئة كانت جبارة قاسية عنيدة تحتاج إلى عرض هذه المشاهد العنيفة كي تؤثر فيها وتهزها وتستحييها. ومثل هذه البيئة يتكرر في الجاهليات التي تمر بها البشرية، كما أنه يوجد في الوقت الواحد مع أرق البيئات وأشدها تأثراً واستجابة. لأن رقعة الأرض واسعة. وتوزيع المستويات والنفسيات فيها مختلف. والقرآن يخاطب كل مستوى وكل نفس بما يؤثر فيها، وبما تستجيب له حين يدعوها. والأرض تحتوي اليوم في بعض نواحيها قلوباً أقسى، وطبائع أجسى، وجبلات لا يؤثر فيها إلا كلمات من نار وشواظ كهذه الكلمات. ومشاهد وصور مثيرة كهذه المشاهد والصور المثيرة..
وفي ظل هذه المشاهد العنيفة المثيرة، المتوالية منذ أول السورة، مشاهد الأخذ في الدنيا والآخرة، ومشاهد التدمير الكونية الشاملة، ومشاهد النفوس المكشوفة العارية، ومشاهد الفرحة الطائرة والحسرة الغامرة.
في ظل هذه المشاهد العميقة الأثر في المشاعر يجيء التقرير الحاسم الجازم عن حقيقة هذا القول الذي جاءهم به الرسول الكريم، فتلقوه بالشك والسخرية والتكذيب:
{فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين}..
إن الأمر لا يحتاج إلى قسم وهو واضح هذا الوضوح، ثابت هذا الثبوت، واقع هذا الوقوع. لا يحتاج إلى قسم أنه حق، صادر عن الحق، وليس شعر شاعر، ولا كهانة كاهن، ولا افتراه مفتر! لا. فما هو بحاجة إلى توكيد بيمين:
{فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون}..
بهذه الفخامة وبهذه الضخامة، وبهذا التهويل بالغيب المكنون، إلى جانب الحاضر المشهود.. والوجود أضخم بكثير مما يرى البشر. بل مما يدركون. وما يبصر البشر من الكون وما يدركون إلا أطرافاً قليلة محصورة، تلبي حاجتهم إلى عمارة هذه الأرض والخلافة فيها كما شاء الله لهم والأرض كلها ليست سوى هباءة لا تكاد ترى أو تحس في ذلك الكون الكبير. والبشر لا يملكون أن يتجاوزوا ما هو مأذون لهم برؤيته وبإدراكه من هذا الملك العريض، ومن شؤونه وأسراره ونواميسه التي أودعها إياه خالق الوجود..
{فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون}..
ومثل هذه الإشارة تفتح القلب وتنبه الوعي إلى أن هناك وراء مد البصر ووراء حدود الإدراك جوانب وعوالم وأسراراً أخرى لا يبصرها ولا يدركها. وتوسع بذلك آفاق التصور الإنساني للكون والحقيقة. فلا يعيش الإنسان سجين ما تراه عيناه، ولا أسير ما يدركه وعيه المحدود. فالكون أرحب والحقيقة أكبر من ذلك الجهاز الإنساني المزود بقدر محدود من الطاقة يناسب وظيفته في هذا الكون. ووظيفته في الحياة الدنيا هي الخلافة في هذه الأرض.. ولكنه يملك أن يكبر ويرتفع إلى آماد وآفاق أكبر وأرفع حين يستيقن أن عينه ومداركه محدودة، وأن هناك وراء ما تدركه عينه ووعيه عوالم وحقائق أكبر بما لا يقاس مما وصل إليه.. عندئذ يتسامى على ذاته ويرتفع على نفسه، ويتصل بينابيع المعرفة الكلية التي تفيض على قلبه بالعلم والنور والاتصال المباشر بما وراء الستور!
إن الذين يحصرون أنفسهم في حدود ما ترى العين، ويدرك الوعي، بأدواته الميسرة له.. مساكين! سجناء حسهم وإدراكهم المحدود. محصورون في عالم ضيق على سعته، صغير حين يقاس إلى ذلك الملك الكبير..
وفي فترات مختلفة من تاريخ هذه البشرية كان كثيرون أو قليلون يسجنون أنفسهم بأيديهم في سجن الحس المحدود، والحاضر المشهود؛ ويغلقون على أنفسهم نوافذ المعرفة والنور، والاتصال بالحق الكبير، عن طريق الإيمان والشعور. ويحاولون أن يغلقوا هذه النوافذ على الناس بعد ما أغلقوها على أنفسهم بأيديهم.
تارة باسم الجاهلية. وتارة باسم العلمانية! وهذه كتلك سجن كبير. وبؤس مرير. وانقطاع عن ينابيع المعرفة والنور!
والعلم يتخلص في هذا القرن الأخير من تلك القضبان الحديدية التي صاغها بحمق وغرور حول نفسه في القرنين الماضيين.. يتخلص من تلك القضبان، ويتصل بالنور عن طريق تجاربه ذاتها بعد ما أفاق من سكرة الغرور والاندفاع من أسر الكنيسة الطاغية في أوربا؛ وعرف حدوده، وجرب أن أدواته المحدوده تقوده إلى غير المحدود في هذا الكون وفي حقيقته المكنونة. وعاد العلم يدعو إلى الإيمان في تواضع تبشر أوئله بالفرج! أي نعم بالفرج. فما يسجن الإنسان نفسه وراء قضبان المادة الموهومة إلا وقد عليه الضيق!
ولقد رأينا عالماً مثل ألكسيس كاريل الطبيب المتخصص في بحوث الخلية ونقل الدم والمشتغل بالطب علماً وجراحة وإشرافاً على معاهد العلاج والنظريات العلاجية، وصاحب جائزة نوبل سنة 1912 ومدير معهد الدراسات الإنسانية بفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية يرى: أن الكون على رحبه مملوء بعقول فعالة غير عقولنا، وأن العقل الإنساني هاد قاصد بين دروب التيه التي حوله إذا كان معوله كله على هدايته. وأن الصلاة من وسائل الاتصال بالعقول التي حولنا، وبالعقل الأبدي المسيطر على مقادير الأكوان قاطبة، فيما هو ظاهر لنا وما هو محتجب عنا في طي الخفاء.
وأن الشعور بالقداسة مع غيره من قوى النشاط الروحاني له شأن خاص في الحياة، لأنه يقيمنا على اتصال بآفاق الخفاء الهائل من عالم الروح..
ورأينا طبيباً آخر مثل دي نوي الذي اشتغل بمباحث التشريح والعلم الطبيعي، وعمل مع الأستاذ كوري وقرينته، واستدعاه معهد روكفلر لمواصلة بحث مع أعضائه في خصائص وعلاج الجراح.. يقول: كثير من الأذكياء وذوي النية الحسنة يتخيلون أنهم لا يستطيعون الإيمان بالله لأنهم لا يستطيعون أن يدركوه. على أن الإنسان الأمين الذي تنطوي نفسه على الشوق العلمي لا يلزمه أن يتصور الله إلا كما يلزم العالم الطبيعي أن يتصور الكهرب. فإن التصور في كلتا الحالتين ناقص وباطل. وليس الكهرب قابلاً للتصور في كيانه المادي! وإنه مع هذا لأثبت في آثاره من قطعة الخشب..
ورأينا عالماً طبيعياً مثل سير أرثر طومسون المؤلف الاسكتلندي الشهير يقول: إننا في زمن شفت فيه الأرض الصلبة، وفقد فيه الأثير كيانه المادي، فهو أقل الأزمنة صلاحاً للغلو في التأويلات المادية.
ويقول في مجموعة العلم والدين: ليس للعقل المتدين أن يأسف اليوم لأن العالم الطبيعي لا يخلص من الطبيعة إلى رب الطبيعة. إذ ليست هذه وجهته.
وقد تكون النتيجة أكبر جداً من المقدمة إذا خرج العلماء بالاستنتاج من الطبيعة إلى ما فوق الطبيعة. إلا أننا خلقاء أن نغتبط لأن العلماءالطبيعيين قد يسروا للنزعة الدينية أن تتنفس في جو العلم، حيث لم يكن ذلك يسيراً في أيام آبائنا وأجدادنا.. فإذا لم يكن عمل الطبيعيين أن يبحثوا في الله كما زعم مستر لانجدون دافيز خطأ في كتابه البديع عن الإنسان وعالمه فنحن نقرر عن روية أن أعظم خدمة قام بها العلم، أنه قاد الإنسان إلى فكرة عن الله أنبل وأسمى، ولا نجاوز المعنى الحرفي حين نقول: إن العلم أنشأ للإنسان سماء جديدة وأرضاً جديدة، وحفزه من ثم إلى غاية جهده العقلي، فإذا به، في كثير من الأحيان، لا يجد السلام إلا حيث يتخطى مدى الفهم، وذلك في اليقين والاطمئنان إلى الله.
ورأينا عالماً مثل ا. كريسي موريسون رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك وعضو المجلس التنفيذي لمجلس البحوث القومي بالولايات المتحدة سابقاً يقول في كتابه: الإنسان لا يقوم وحده:
إننا نقترب فعلاً من عالم المجهول الشاسع، إذ ندرك أن المادة كلها قد أصبحت من الوجهة العلمية مجرد مظهر لوحدة عالمية هي في جوهرها كهربائية. ولكن مما لا ريب فيه أن المصادفة لم يكن لها دخل في تكوين الكون، لأن هذا العالم العظيم خاضع للقانون.
إن ارتقاء الإنساني الحيواني إلى درجة كائن مفكر شاعر بوجوده، هو خطوه أعظم من أن تتم عن طريق التطور المادي، ودون قصد ابتداعي.
وإذا قبلت واقعية القصد، فإن الإنسان بوصفه هذا قد يكون جهازاً. ولكن ما الذي يدير هذا الجهاز؟ لأنه بدون أن يدار لا فائدة منه. والعلم لا يعلل من يتولى إدارته، وكذلك لا يزعم أنه مادي.
لقد بلغنا من التقدم درجة تكفي لأن نوقن بأن الله قد منح الإنسان قبساً من نوره....
وهكذا بدأ العلم يخرج من سجن المادية وجدرانها بوسائله الذاتية، فيتصل بالجو الطليق الذي يشير القرآن إليه بمثل تلك الآية الكريمة: {فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون}. ونظائره المتعددة. وإن يكن بيننا نحن من أقزام التفكير والشعور من لا يزال يغلق بكلتا يديه نوافذ النور على نفسه وعلى من حوله باسم العلم! في تخلف عقلي عن العلم، وفي تخلف روحي عن الدين، وفي تخلف شعوري عن الحرية الطليقة في معرفة الحقيقة! وفي تخلف إنساني عما يليق بالكائن الإنساني الكريم!
فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون.. {إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون.
تنزيل من رب العالمين}..
ولقد كان مما تقوّل به المشركون على القرآن وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولهم إنه شاعر. وإنه كاهن. متأثرين في هذا بشبهة سطحية، منشؤها أن هذا القول فائق في طبيعته على كلام البشر. وأن الشاعر في وهمهم له رئي من الجن يأتيه بالقول الفائق، وأن الكاهن كذلك متصل بالجن. فهم الذين يمدونه بعلم ما وراء الواقع! وهي شبهة تسقط عند أقل تدبر لطبيعة القرآن والرسالة، وطبيعة الشعر أو الكهانة..
فالشعر قد يكون موسيقي الإيقاع، رائع الأخيلة، جميل الصور والظلال؛ ولكنه لا يختلط أبداً ولا يشتبه بهذا القرآن إن هنالك فارقاً أساسياً فاصلاً بينهما. إن هذا القرآن يقرر منهجاً متكاملاً للحياة يقوم على حق ثابت، ونظرة موحدة، ويصدر عن تصور للوجود الإلهي ثابت، وللكون والحياة كذلك. والشعر انفعالات متوالية وعواطف جياشة، قلما تثبت على نظرة واحدة للحياة في حالات الرضى والغضب، والانطلاق والانكماش، والحب والكره، والتأثرات المتغيرة على كل حال!